الأزمة في اليمن
يركز هذا الإصدار من مجلة التبادل الإنساني على الأزمة في اليمن، فمنذ اندلاع الحرب في عام 2014، قُتل أو جُرح آلاف المدنيين ودمرت الغارات الجوية والعمليات البرية المستشفيات والمدارس والبنية التحتية الأساسية، وأصبح ما يقرب من 80٪ من اليمنيين بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.
في المقال الرئيسي، تسلط لوري لي الضوء على الدور الحاسم الذي يلعبه اليمنيون والمنظمات اليمنية في التصدي للتحديات الإنسانية في البلاد وما يمكن للمنظمات غير الحكومية تقديمه لدعمهم بشكل أفضل. وتعزز جينيفيف غوتييه وماركوس سكينر هذه النقطة بالإشارة إلى منظمتين محليتين هما اتحاد نساء اليمن والحكمة، أما وردة صالح، وهي مؤسِسة منظمة شعبية يمنية أخرى، فهي تناقش الخطر المتزايد للعنف المبني على نوع الجنس الذي تواجهه النساء والفتيات، بينما يركز إبراهيم جلال وشيرين الطرابلسي-مكارثي على النزوح الداخلي وفرص الاستجابة الإنسانية الأكثر فعالية. وفيما يخص برامج حماية الطفل في اليمن، يخلُص محمد الشماع وأماندا برايدون إلى أن النُهج متعددة القطاعات المتخذة بالتعاون مع السلطات المحلية تؤدي إلى نتائج أفضل وأكثر استدامة. كما يدرس بادريك مكلوسكي وجانا براندت المعضلات الأخلاقية التي واجهتها منظمة أطباء بلا حدود في محاولة تحقيق التوازن بين النوعية والتغطية في مستشفى متخصص برعاية الأم والطفل في تعز. وتنظر ليندساي سبايناور بيكر وزملاؤها في التحديات التي ينطوي عليها جمع وتحليل المعلومات عن الوضع الإنساني، بينما تناقش لميس العرياني وسيكاندرا كردي وسارة بالمر-فيلجيت نتائج تقييم برنامج النقد مقابل التغذية الذي يديره الصندوق الاجتماعي اليمني للتنمية. وتفصّل مقالة بقلم كريستين بيكرل وأسامة الفقيه الجهود التي تبذلها المنظمات اليمنية والدولية لتوثيق الضرر الذي يلحق بالمدنيين العالقين في النزاع والتخفيف منه. تختتم الطبعة بمقالة كتبتها فاني بيتيبون وأنيكا هينلين ودابي براون يوجزن فيها موقف منظمة كير من تجارة الأسلحة.
أخيرًا، سيلاحظ القراء أن هذا الإصدار أقصر من المعتاد، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى صعوبة إقناع المؤلفين المحتملين بالكتابة عن أزمة اليمن. كان العديد من الأفراد والمنظمات الذين اتصلنا بهم إما مشغولين للغاية فلا يستجيبون أو متخوفين من أن الكتابة بصراحة عن عملهم يمكن أن تؤثر سلبًا على عملياتهم. لقد قامت شبكة الممارسات الإنسانية على مدى السنوات الـ 26 الماضية بتغطية العديد من المواضيع الحساسة المماثلة في مجلة التبادل الإنساني، ولكنها المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذا التردد في المشاركة. إنه لمؤشر مقلق.